الثلاثاء، ٨ أيلول ٢٠٠٩

الى حبيبتي بعد الرحيل

انتِ تنتمين الي الى المحارب الذي شهد الموت اكثر من مرة ليشهد الولادة البيضاء في غزوته الاخيرة...؟؟؟
اشتاق اليك ..واشتاق لعينيك وهي تطالعني..اشتاق الى عطرك والى انفاسك التي كانت تطوقني ذات اليمين وذات الشمال اشتاق لعشقكِ الذي تركني في اخر محطات عمري انزف لوحدي ...في برد يشبه زمهرير الموت ..لاشيء يدفيني سوى احتراق الذات شوقا لتلك الذكريات التي دفعت عمري لحظة فلحظة لاعيش تفاصيلها ..حتى افلس العمر ولم يعد فيه بقية تنفعني ..!
استحضر تلك الصور وتلك الكلمات وتلك المواقف ...استذكر الشوارع والارصفة والمقاهي والشرفات والحدائق اتحسس يدي التي كانت تطوق يديك لتدفأها ..اغمض عيني لاعيش تفاصيل الغرام الذي كان يجمعنا ذلك العشق الاسطوري الذي تعاهدنا ذات يوم ان نرعاه بدواخلنا وكانه زهرة برية ازهرت في اواخر ايام الثلج ...استذكر كل مامر بيننا ..من حوارات غريبة ..ومواقف عجيبة ..ونقاشات ...ومعارك ...وغزل ...وبكاء صامت يشبه ذوبان الشموع..؟؟ يشتاق صوتي لاسمك الحبيب ...يشتاق صدري لضمتك الدافئة ..يشتاق اليك عمري باجمعه ...عمري الذي لم يتبقى منه سوى سويعات ..قررت ان اعيشها بقربك برغم كل البرد والغربة والالم علها تكون عزاءا لفراق اوجعني حتى كسر اضلعي ..واتعب حتى الانفاس وجعلني عاجزا عن التنهد...ايــــــــــه ..ايتها العصفورة الرقيقة... اية ..حكايا ساروى لك من بعدك؟
واي اغاني ساغني لكِ في غيابك ...كنت استمع الى "فيروز" في غيابك فاحسست ان قلبي كاد ان يتوقف ...لانني ادركت -هذه المرة فقط- ما معنى "لاول مرة ما بنكون سوى"....!
اغمضت عيني لاطرد شبح الهزيمة التي تشبه ندم الضياع ...فحلمت انني اكتب اليك رسائل مثل الايام الخوالي وابعثها اليك مثلما كنت ...تذكرت انني اكتب اليك الجملة التي لم تزل عالقة في ذاكرتي واسماعي ..."انتِ تنتمين الى المحارب الذي شهد الموت اكثر من مرة ليشهد الولادة البيضاء في اخر غزواته .."
ادفن نفسي عنوة في زحمات الطرق والوجوه والاعمال التي تشبه العبث لاتناسى حضورك الدائم ..لاتناسى احزاني التي صارت كاشجار معمرة ..واثمرت الندم الذي اتذوقه مكرها ... فيالمرارة الندم...؟؟
تعبت من البحث عنك في وجوه لاتشبه وجهك ..وسالت ارصفة الشوارع التي كنا نمر بها ..سالت العيون التي كانت تراقبنا ولا تراقبنا وجميع الموائد التي تعرفنا ولاتعرفنا عن عاشقين كانوا متلاصقين كالموت والحياة كالليل والنهار ..سالت عنا ..كل من كان يحسدنا لحجم ماكان يجمعنا من عشق غريب ..فلا مجيب ؟؟ اضعنا انفسنا في تفاهات وحوارات غبية ..وأدنا الحب الذي كان يجمعنا رغما عنه وعنا ..في رمال الخلافات التي تسربت الى نقاء الطفولة من حيث ندري ولاندري..وها نحن ندفع الثمن ..انا بانتظار الموت الذي سينهي حياة كاتب يبست اقلامه ولست كما تظنين المحارب الذي شهد كل حروب العشق التي لم يشهدها كل العشاق ...وعاد في اخر غزواته مثخن بجراح الحبيبة التي تناست كل شيء لتحرقني في لحظات مجنونة...وهي الان بقايا امرأة...تمزقها الاحزان ونظرات الآخرين ...اشتاق اليك يا حبيبتي ..لكن مافائدة الاشتياق ...وانا على شفا الرحيل...وما نفع الشوق اذا ما مات القلب ..وصدأت العيون والالسن...وتحجرت الابتسامات التي كانت كصباحات الربيع...اشتاق اليك فعلا لكنني ...ماعدت قادرا على الرجوع ...فكل ما كان كان وولى زمن المعجزات ...اشتاق اليك...يا وحيدتي لكن ..ليس في العمر بقية..؟؟
عمار بن حاتم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق